الجمعة، 30 يناير 2009

نشوة القديسه تريزا Ecstasy of St. Teresa

نشوة القديسه تريزا Ecstasy of St. Teresa
1647-1652
صنعت من الرخام
بأرتفاع 150 سم
565x 815 بكسل، 86 ك.ب
Rome, Santa Maria della Vittoria

وصلت موهبة برنيني أوج نضجها عندما فرغ من إنجاز هذا التمثــال الذي وضع فيما بعد في كنيسة كورنارو بروما و ما يزال فيها حتى الـيوم..والتمثال يصور قصة عشق صوفية روتها الراهبة الإسبانيــة المشهــــورة القديسه تيريزا في كتاب سيرتها الذاتية..تقول القصة أن الراهبة رأت ذات ليلة ملاكاً جميلاً يقف إلى جوارهـــا و في يده سهم ذهبي في طرفه لهب مشتعل ، ولم يلبث الملاك الصغير أن غرس السهـــم في قلب الراهبة و عندما انتزعه من صدرها خـُيل لها أنه انتزع أحشاءها معــه ، كان الألم رهيباً بحسب الراهبة ، لكنه كان مصحوباً بلذه عظيمة تمنت لو أنهــــا
لا تغادرها أبداً..
في التمثال يبدو الملاك المجنح وهو يسحب السهم من جسد الراهبة بينما تتراجع هي متثاقلة إلى الوراء بفم مفتـــوح و عينين مغمضــتين و قدميــــن عاريتيــــن تحت تأثير الشعور بالافتتان و النشوة..هذه الكتلة الضخمة من الرخام الذي استحال بفضل عبقرية برنينــي إلى لحــم بشري ناعم ، قد لا ينطبق عليها وصف العمل النحتي بمعنــــاه التقليـــــدي ،إنها أقرب لأن تكون صورة مشهدية مكونة من نحت و رسم و ضوء..و التمثال يعبر عن رؤية برنيني التي تتداخل فيهـــا العناصـــر المعماريــــة و الزخرفية ضمن فراغ هندسي تنصهر فيه القيم الجمالية و تتوحد.. في المشهد تبدو الراهبة مرتدية ثوباً يغطيها من الرأس إلى القدمين ، أما الملاك فيظهر وقد انحسر رداءه عن أحد منكبيه ، بينمــا راح الضوء الخفيف يتسلل عبر النافذة المفتوحة خلفهما..و حالة النشوة هنا يمكن أن يعبر عنها شلال الخيوط الذهبية المتسـاقطة من أعلى أكثر من تعابير الوجه أو ارتعاش اليدين و القدمين
..أما القديسة تيريزا نفسهــا فقد عاشت في فترة شهدت أوروبا خلالها الكثيــر من الاضطرابات الدينية و السياســية ، وكانت حياتهـــا مضرب المثل في الزهــد و التقشف ،




تحليلي الشخصي:


لم يكن تتبع إرث الحضارات و الثقـافـات يستهويني كثيراً و يشدنــي كما تشدني معتقداتهم و موروثاتهم الفكريــة لأطلع عليها مستمتعة بقـراءة بصماتهم على صفحة التـاريخ..و لما كان الفن و الجمال يتمكنان من النفاذ إلى روحـي.. فإنـه من البديهي جداً أن تأسرني هذه التحفـة الفنيـة.
إنه الانبهار المعتــاد بأي إنجــاز لهذا الفنان الرائع.. يسـري الإبـداع في أوصـالـه في كل قطعه فنيه يمتكلها وهذه المنحوته تمثل لذة الموت في اسمى معانيه الروحيه.. وتتضح جليه من خلال معاني تعابيرها وهي ترجع برأسها للوراء من شدة الطعن ..ومستوى فتحة فمها تشير الى آه ألم وراحه لإنتقالها الى الاخره ..لمسة يد الملاك لثياب الراهبه وابتسامتها تدل على ان الراحه هي في الحياة الاخره ..
شدتني ابسط التفاصيل في انثناءات القماش فأنها توحي الى الملمس الحريري الناعم..
اصاب الفنان في استخدام اللون الذهبي على المنحوته من خلال صبه على السهم ..حيث تجعله اول ماتقع عليه العين ومن خلاله يشد الاشخاص الى متابعة قصة هذه المنحوته

هناك 3 تعليقات:

  1. ما عرفته عن تاريخ هذه المنحوته ان القديسه تريزا ادعت ان زيارة الملاك لها لم تكن زياره عفيفه طاهره و انما كانت ليله حمراء...
    حيث قرأت بعض الترجمات لما نسب اليها من وصف النشوه القويه الظاهره في وجه المنحوته و ايضا وصفت لذة دخول السهم الناري في احشائها و هي تشبيهات مجازيه لاحداث واضحة المعالم.
    و الجدير بالذكر ان بابا الفاتيكان قد نبذ هذه المنحوته و طلب من برنيني اختار مكان بعيد لاقصاء هذه المنحوته فيه نظرا لما يظهر فيها من اباحيه تدنس فضيلة المكان التي كانت فيه و هو الفاتيكان

    ردحذف
    الردود
    1. حسنا في الواقع قرأت الامر عينه في مؤلف دان براون ملائكة وشياطين اذ تبعا للنص الذي تم ذكره في الصفحة 352 كان من الواضح بما لايقبل شك ان زيارة الملاك لم تكن بالعفة التي ذكرت والله اعلم

      حذف
  2. Slots & Casinos - JM Hub
    Slot Games 안산 출장샵 from Pragmatic 세종특별자치 출장안마 Play. Check out the latest Slot Games for yourself, 전주 출장샵 where you can play 대전광역 출장안마 slots for real money and experience a 부천 출장안마 new level

    ردحذف