السبت، 31 يناير 2009

جيان لورنزو برنيني Gian Lorenzo Bernini حـيــاتــه...لـــوحـــة من لــوحــاتــه




جيان لورنزو برنيني Gian Lorenzo Bernini، نحات ومعمار ومصور إيطالي. ولد في نابولي عام (1598)، ودرس فن النحت على يد والده. والأرجح أنه أشهر فناني القرن السابع عشر.وكما هو معرف عن ان برنيني هو رائد فن النحت الباروكي في إطاليا فقد كان مجسداً بارعًا لفن الباروك وهو أسلوب فني يتميز بدقة الزخرفة وغرابتها وتمثل هذه المرحلة النقلة الهامة في هذا الأسلوب في مطلع القرن السابع عشر، حيث أظهر برنيني اهتماماً واسع المدى في الارتقاء العاطفي والروحي معاً. كما كتب بعض المسرحيات الكوميدية ورسم عددًا من اللوحات،وقد كان برنيني رسام كاركاتيري ماهر.. وهو اول من استخدم هذا الفن عام 1646 واول من قدمها الى المجتمع حين ذهب الى فرنسا عام 1665 وكان كذلك مهندسًا معمارياً. ظهر أسلوب برنيني المغرق في الزخرفية في كثير من أعماله خاصة التماثيل التي نحتها لكنيسة كونارو بروما، ومن أشهر تصميماته الهندسية، ساحة كنيسة القديس بطرس الكبرى.
وقد تدرب في ورشة أبيه،والطريف أنه استطاع إنتاج الكثير من الروائع في عالم النحت وهو صغير السن، بيد أنها كانت تنشر باسم والده.
وفي روما درج برنيني وترعرع في جو من النحت الاتباعي والتقوى اليسوعية. وتلقى دروسه الأولى في النحت على يد والده الذي اكتشف موهبته وأدرك أنها تنم عن طفل معجزة. ويروي برنيني لاحقاً أن الكاردينال توجه إلى والده قائلا «فلتنتبه، هذا الطفل سينبغ ولسوف يكون أمهر من معلمه».
راح الفنان، بناء على تحريض دؤوب من والده، يتدرب اعتماداً على المنحوتات الرخامية القديمة في الفاتيكان وعلى الخصوص تمثال آنتينوئيس Antinous (يعرف بتمثال هرمس اليوم) هذا التمثال الذي عاد إليه الفنان بوصفه مصدر إلهام له لكي يشكل مجموعته الأولى، وذلك بناء على ما صرح به عام 1665 في أكاديمية التصوير والنحت الباريسية، ليعود إليه ثانية ويستوحي منه مجموعة ملاك جسر سانت آنج، وتعلم أيضاً تجميع الأشكال بتآلف متناغم من خلال الرسوم التي نقلها عن رافايلّو RAFFAELLO وجدارية الحساب الأخير لمايكل آنجلو Michelangelo، ولا يخفى تأثر الفنان بفن التلوين عند كل من تيزيانو TIZIANO وكوريجيو Corregio وبأجوائهما، كما كان يعود أيضاً للدراسة مباشرة عن الطبيعة يشجعه في ذلك اقتداؤه بالفنان كارافاجيو CARAVAGGIO، وتأثره أيضاً بتكوينات أنيبال كاراش Annibal Carrache الذي كان أول من عرض في رسومه الجدارية في رواق فارنيز Farnez هذا التوليف الجديد مابين المثل الأعلى القديم والتعبيرالواقعي. ومن هنا يأتي إلى حد ما الانقلاب الذي أحدثه برنيني في مساعي فناني أواخر عصر النهضة الذين أدخلوا على التصوير تجديداتهم من خلال دراستهم للمنحوتات اليونانية
والرومانية، على حين أن برنيني جدد النحت باستلهامه من أعمال هؤلاء المصورين.

لم يقف برنيني على تعلم النحت وحده، فراح، بناء على تشجيع من البابا أوربان Pope Urban الذي أراد أن يجعل منه فناناً بمقام مايكل آنجلو Michelangelo، يدرس العمارة ويتدرب على التصوير حتى تجاوزت لوحاته المئة والخمسين، (يلف الغموض فقدان معظمها)، وقد ظفرت إحداها لوحة «القديسين أندراوس وتوما Saints Andrew Thomas» بأعظم الثناء.
تولى دوراً هاماً في ديكورات القديس بيتر ST Peter وذلك في عهد البابا الاسكندر السابع Pope Alexander VII. ويعتبر مدخل سكالا ريجيا Scala Regia المؤدي للفاتيكان وكرسي القديس بيتر St. Peter's من روائع برنيني.
كان يفضل التركيز على أعمال الزخرفة، ومن أشهر أعماله هو الكنيسة الباروكية البيضاوية الصغيرة للقديس آندريا St. Andrea.
كان برنيني يصغر مايكل آنجلو Michelangelo سناً حين نحت وهو في سن الثالثة عشرة عملاً يمكن أن يُرى فيه منحوتة من منحوتات الماضي: مثل تمثال The Goat Amalthea with the Infant Zeus and a Faun
«العنزة ترضع زيوس»، وهي محاكاة للنحت القديم،
وفي سن السابعة عشرة أنجز تمثال «القديس لورانت» Saint Laurent، وفيه أكد جدارته معلماً متقناً لصنعته،
وأنجز أيضاً تمثال داوود David بين سنتي 1623 و1624 بطريقة مغايرة لداوود مايكل آنجلو المتأمل الهادىء إذ نرى داوود برنيني وقد التوى جسده اقتداءً بتمثال «بوليفيم» polypheme للنحات كاراش. وعندما قرر برنيني نحت هذه اللوحة، فقد كان يدرك جيداً بأنه يضع نفسه في مقارنة مع عظماء النحت السابقين أمثال دانتلو ومايكل آنجلو. وأهم ما يميز هذا العمل عن سابقيه الديناميكية التي أضفاها عليها واتباعه الدقيق للنص الإنجيلي كي يتمكن من إخراج العمل بشكل يتوافق مع النص.

وقد عين الكاردينال بربيني "اوربان الثامن" برنيني كبير معماريي كنيسة القديس بطرس وهو في الحاديه والثلاثين.
منحت هذه الإنجازات برنيني شهرة عالمية أهلته للمشاركة مع فنانين آخرين في مسابقة عالمية نظمها كولبير لإتمام عمارة اللوفر، فدعي إلى فرنسا في إبريل عام 1665. وفي هذه الفترة كان في أوج مجده وشهرته، وقد وصلت شهرته إلى الدرجة التي كان حينما يمشي في شوارع باريس، تحاط به جموع الجماهير والمشاهدين.
وقدم برنيني رسماً جديداً لـ قصر اللوفر أودعه ما اعتاد عليه من غلو في البراعة فجاوز في الفخامة الذوق والمال لدى الفرنسيين، فقد كان الأسلوب المحاري (أسلوب معماري شاع في فرنسا في عهد لويس الخامس عشر، وتميز بخطوط ملتوية تشبه أشكال المحارة والصدف) يدين لـ برنيني مصدراً رئيساً للإلهام ،ولكن فضلت اللجنة على تصميمه واجهة المعمار الفرنسي بيرو Perrault الصارمة، وقفل عائداً إلى روما يجر أذيال الخيبة بعد أن نحت للملك تمثالاً نصفياً حظي بنجاح ساحق

فديو يعرض أعمال برنيني

الجمعة، 30 يناير 2009

اله الغابات الذي كان يضايقه الاطفال Bacchanal: A Faun Teased by Children

اله الغابات الذي كان يضايقه الاطفال Bacchanal: A Faun Teased by Children
1616–1617
صنعت من الرخام
بارتفاع 132 سم
700x 1256 بكسل، 108 ك.ب
The Metropolitan Museum, New York


لقد كان برنيني هو الشخصية الإيطالية المحورية في فن النحت الإيطالي الباروكي. وكان برنيني قد تدرب في ورشة أبيه بيترو- الذي كان نحاتاً هاماً قبل ظهور النحت الباروكي. وفي أثناء فترة تدريبه داخل هذه الورشة فقد أنتج برنيني بعضاً من روائع النحت والتي كانت تنشر باسم أبيه، وكان من بينها هذه العمل. ويعتبر هذا العمل من أكثر الأعمال الغامضة والتي تمثل نقلة هامة في الأسلوب الذي حدث في مطلع القرن السابع عشر. ويعتبر الموضوع إلى حد ما غامضاً، وله أصول في فن الرموز إبان عصر النهضة والفترة الكلاسيكية. فقد قدم برنيني من خلال هذا العمل ما يجعله مساراً للاهتمام لسنوات طويلة من خلال الارتقاء بالجانب العاطفي والروحي معاً.







إغتصاب بروزربينا The Rape of Proserpina

إغتصاب بروزربينا The Rape of Proserpina
1621-1622
صنعت من الرخام
609x 1351 بكسل، 166 ك.ب
Rome, Galleria Borghese


أمر الكاردينال سيبيون بورغيز برنيني بعمل هذه المنحوتة من بين أعمال أخرى ، ومن بينها (داود، أبولو، ديفان) وذلك لتزيين صالات الفيلا الخاصة به.
وهناك تفسيرات متعددة ترتبط بهذا العمل، إحداها مأخوذة من المقطوعة الشعرية التي ألفها البابا أربن الثامن في أساس النحت. وهذا التفسير يرى أن المجموعة تحذير عن قصر فترة الحياة وخطر الموت الحاذق الذي يتربص بنا. وفي تفسير آخر، فهي تشير إلى انقضاء فصل الصيف وقدوم فصل الشتاء.
وتمثل هذه القطعة عملاً وحدوياً بين حركات لشخصيات تنسحب للخلف بشكل متهور.






تحليلي الشخصي:

أن كان الفن والجمال تحدى بشيئ واحد فقط .. فأنا اره متحد هنا ..في هذه المنحوته الرائعه ..فأنا أرى بما فيه الكفايه ليجعني انسى مادة الرخام الصلبه وكأنه مادة حساسه ..صقلت بها ملامح.. ونظره .. ودمعة معاناة.
معاناة هذه الفتاة وهي تصرخ وتستنجد وكأنه يخال لي بأني اسمع صدى صرخاتها ..
لفتنى مدى واقعية هذه المنحوته خصيصا بذالك التأثير الذي صنعته ايدي بلوتو على جسد الفتاه ،وكأنه يغرس اصابعه بوسط لحم بشري وليس قطعة رخام!!
وأول ماوقع عليه عيناي هي تلك الخطوط المقوسه الناعمه للنحت..أثار اصابع بلوتو وحركة الفتاه وهي تحاول ابعاد نفسها من قبضته..

داود David

داود David
1623-1624
صنعت من الرخام
ارتفاع 170 سم
599x859 بكسل، 100 ك.ب
Rome, Galleria Borghese



يٌعرف بيرني بأنه كان يغامر بالمقارنة مع أعمال النحت التقليدي والذي يشمل على اسماء عظيمة للثقافة الفنية لعصر النهضة الايطالية من دوناتيلو الى فيروشيو ومايكل انجلو, ودمر الطرق التقليدية التي تمثل ديفيد. بدلا من توقع الشكل الساكن بعد قتل جوليث (كما اتخذه دوناتلو وفيروشي) او الجهد المقاس من الفعل نفسه (كما عند مايكل انجلو), بيرنيني مره اخرى استخدم الطرق التي تقاس بالعمل الديناميكي الحلزوني. من المعروف جدا بأنه اخذ الهامة من المصارع الذي يدعى بورغيس, وأشتق من المصارع ايضاً الاسطول الموجه على نحو واسع وجذع التمثال الملتوي.
بالمقارنة الى نحت ديفيد السابق المشهور, لفت بيرنيني الانتباة الخاص الى الكتاب المقدس وبحث لمتابعة ذلك مباشرة بقدر الامكان, على عكس التماثيل السابقة, البطل ديفيد لديه كيس الراعي حول عنقة والذي يحتوي بالفعل على حصوات جاهزة للاستخدام في الرافعة القاتلة والتي ستستخدم ضد الجالوت. الجزء العلوي من جسم ديفيد يمثل في الحال بعد اخذ الحجر من الكيس. وهذا يعني ان جذع التمثال يلتوي ليس فقط جسديا ولكن نفسيا. البطل تم تصويره عندما اخذ الحصى من الكيس, لوى الجسم في الاتجاه المعاكس مع جعله متوترا مثل الربيع, بعد ذلك يوقف عن التفكير لثانية قبل اطلاق الحجر الذي سيذبح جالوت. كل الالتواء الذي تم بناءه يظهر في وجه ديفيد. صورة النفس والتي تنفذ بمساعدة الكاردينال بورغيس والذي تطوع لحمل المرأة لكي يمكن بيرنيني من تكملة عمله.



تحليلي الشخصي:

ابداع الفنان في ايصال معاني عدة من خلال هذه المنحوته .. اذا ارى على ملامح الشاب ديفد القوة والقسوى والتعب والتحمل .. بات هذا واضح من خلال تقاسيم وجهه .. حيث برع في اظهار جانب التعب من خلال زمة شفتيه .. وكأنه يخيل للمتفرج بأنه يحمل ثقل كبير .. القوه واضحه من خلال النظر الى ساعديه .. ارى انها تكمن قوة هذه المنحوته في توضيح استدارة التمثال ديفيد وشدهه للحبل الذي وضحة فيه الملامس الحبال القاسيه

داود David

داود David
عام (1625)
نفذت من الوان الزيت على قماش الرسم
800x 910 بكسل، 84 ك.ب
Galleria Nazionale Darte Antica Rome

تم تحديد اللوحة على أنها صورة ذاتية شبابية لـ برنيني والتي ترجع إلى تاريخ 1625، وترتبط بالصورة الذاتية الموجودة حالياً في معرض بورغيوس. ويعتبر اختيار النحت للتصوير الذاتي المتخفي في شكل داود أمراً مثيراً، فهي توحد مع البطل الإنجيلي وهو الدافع الذي كثيراً ما يستهوي برنيني، وموضوع متكرر في الصور الشعرية التي كان يختارها راعيه البابا آربن الثامن. والتعامل مع علم الفراسة يعتبر أمراً مثاليا ً إذا ما قورن بالرسومات الموجودة.

العنزة ترضع زيوس The Goat Amalthea with the Infant Jupiter and a Faun

العنزة ترضع زيوس The Goat Amalthea with the Infant Jupiter and a Faun
عام (1625)
صنعت من الرخام
بأرتفاع 44 سم
864x 819 بكسل، 94 ك.ب
Rome, Galleria Borghese


عندما كان عمره في السابعة عشر، قام برنيني في محاولة منه لمحاكاة النحت القديم بتقديم (تمثال أمالثه) “العنزة ترضع زيوس” ويرجع أصل هذه القصة إلى أن جوبتر بن ساترون ، الاله الذي محا أبناءه عن بكرة أبيهم على أثر نبوءة أن أحد أبنائه سوف يغتصب عرشه. فهربت الأم إلى مكان بعيد في كريت حيث وضعت أبنها جوبتر في كهف. وأعطت ساترون حجراً كبيراً مطوي داخل قطعة من القماش فقام ببلعها دون أن يساوره أي شك فيما تحويه. وتربى جوبتر على منحدر في كريتان على يد حورية والتي كانت تطعمه عسلاً ولبناً من العنزة أمالثة.

ابولو و دافني Apollo and Daphne

ابولو و دافني Apollo and Daphne
1622-1625
صنعت من الرخام
أرتفاع 243 سم 634 1257x بكسل،80 ك.ب
Rome, Galleria Borghese



يعتبر هذا اخر عمل لـ برنيني المكلف بواسطة عائلة برغيس و الذي تعتبر من اعظم التماثيل والاكثر شعبية. صنع جيان لورينزو بيرنيني تحفه فنية لا مثيل لها للكاردينال سيبوني برغيس مصورا الحورية دفيني العذراء والتي تحولت الى شجرة غار بواسطة ابولو اله الضوء. هذه الحياة التي بدأت بواسطة بيرنيني في عمر الرابعة والعشرون ونفذت ما بين 1622 و 1625, واللتي دائما ما تتواجد بالمنزل في نفس الغرفة بالفيلا وقد وقفت على قاعدة قصيره وضيقة مقابل الحائط بجوار السلالم. ونتيجة لذلك فأن اي شخص يدخل الحجرة فأن اول مشهد له هو ابولو من الخلف وبعد ذلك يظهر احساس الحورية في عملية التحويل و اللحاء يغطي معظم جسمها ولكن وفقا لخطوط لاوفيدس، تستطيع ايدي ابولو ان تشعر بضربات قلبها. ونتيجة لذلك فأن المشهد ينتهي بواسطة تحول دافني الى شجرة غار للهروب من معتديها الالهي. وجود الاسطورة الوثنية في فيلا الكاردينال تم توضيحة بواسطة المقطع الشعري الاخلاقي باللغة اللاتينية بواسطة الكاردينال مافيو باربيني (فيما بعد البابا السابع) ونقش على الخرطوشة على القاعدة, والتي تقول فيها: (هؤلاء الذين يحبون متابعة الاشكال العابرة من السعادة, في النهاية فقط الاوراق والتوت المر في ايديهم).






تحليلي الشخصي:


في هذه المنحوته أرى كيف استطاع هذه الفنان العظيم نقل الاحساس البصري الى إلهام قوي بأحاسيس هذه المنحوته .. اذ ارى انفعالات مختلطه على تعابير وجهه أبلوو وهي احاسيس ممتزجه بالفرح بعدما اقترب للامساك بالحوريه واستطيع ان ارى ذالك الفزع والهلع بعد تحولها الى شجره ..
أول ماتوجهه به نظري هي تعابير ملامح الحوريه دفني في التعبير عن هول الموقف


ولفتني مدى براعة هذا الفنان في صنع الفارق القوي بين الملامس المتعدده ،بين نعومة البشره وخشونة جذوع الشجره وتفرعاتها وخصلات الشعر
..
ادهشتني هذه التعابير القويه لدى طرفي المنحوته

الصدقه مع اربعة أطفال Charity with Four Children

الصدقه مع اربعة أطفال Charity with Four Children
1627-1628
صنعت من الطين النضيج
366x 713 بكسل، 45 ك.ب
Vatican Museum of Rome
يمثل التمثال الصدر (المنبع) الخيري – الذي يغذي طفل واحد مع ثلاث اطفال اخرين يلعبون.

صورة الطفل Portrait of a Boy

صورة الطفل Portrait of a Boy
1638
نفذت من الوان الزيت على قماش الرسم
601x 811 بكسل، 80 ك.ب
Rome, Galleria Borghese


إن صورة شاب يحمل صفات مؤثرة هو تفسير غير معتاد للطفولة، ينتمي إلى الأعمال التي تلعب فيها الفرشة دوراً تلقائياً وأساسياً لتقوم بعمل الأشكال نفسها الموجودة في الرخام المنحوت.

نشوة القديسه تريزا Ecstasy of St. Teresa

نشوة القديسه تريزا Ecstasy of St. Teresa
1647-1652
صنعت من الرخام
بأرتفاع 150 سم
565x 815 بكسل، 86 ك.ب
Rome, Santa Maria della Vittoria

وصلت موهبة برنيني أوج نضجها عندما فرغ من إنجاز هذا التمثــال الذي وضع فيما بعد في كنيسة كورنارو بروما و ما يزال فيها حتى الـيوم..والتمثال يصور قصة عشق صوفية روتها الراهبة الإسبانيــة المشهــــورة القديسه تيريزا في كتاب سيرتها الذاتية..تقول القصة أن الراهبة رأت ذات ليلة ملاكاً جميلاً يقف إلى جوارهـــا و في يده سهم ذهبي في طرفه لهب مشتعل ، ولم يلبث الملاك الصغير أن غرس السهـــم في قلب الراهبة و عندما انتزعه من صدرها خـُيل لها أنه انتزع أحشاءها معــه ، كان الألم رهيباً بحسب الراهبة ، لكنه كان مصحوباً بلذه عظيمة تمنت لو أنهــــا
لا تغادرها أبداً..
في التمثال يبدو الملاك المجنح وهو يسحب السهم من جسد الراهبة بينما تتراجع هي متثاقلة إلى الوراء بفم مفتـــوح و عينين مغمضــتين و قدميــــن عاريتيــــن تحت تأثير الشعور بالافتتان و النشوة..هذه الكتلة الضخمة من الرخام الذي استحال بفضل عبقرية برنينــي إلى لحــم بشري ناعم ، قد لا ينطبق عليها وصف العمل النحتي بمعنــــاه التقليـــــدي ،إنها أقرب لأن تكون صورة مشهدية مكونة من نحت و رسم و ضوء..و التمثال يعبر عن رؤية برنيني التي تتداخل فيهـــا العناصـــر المعماريــــة و الزخرفية ضمن فراغ هندسي تنصهر فيه القيم الجمالية و تتوحد.. في المشهد تبدو الراهبة مرتدية ثوباً يغطيها من الرأس إلى القدمين ، أما الملاك فيظهر وقد انحسر رداءه عن أحد منكبيه ، بينمــا راح الضوء الخفيف يتسلل عبر النافذة المفتوحة خلفهما..و حالة النشوة هنا يمكن أن يعبر عنها شلال الخيوط الذهبية المتسـاقطة من أعلى أكثر من تعابير الوجه أو ارتعاش اليدين و القدمين
..أما القديسة تيريزا نفسهــا فقد عاشت في فترة شهدت أوروبا خلالها الكثيــر من الاضطرابات الدينية و السياســية ، وكانت حياتهـــا مضرب المثل في الزهــد و التقشف ،




تحليلي الشخصي:


لم يكن تتبع إرث الحضارات و الثقـافـات يستهويني كثيراً و يشدنــي كما تشدني معتقداتهم و موروثاتهم الفكريــة لأطلع عليها مستمتعة بقـراءة بصماتهم على صفحة التـاريخ..و لما كان الفن و الجمال يتمكنان من النفاذ إلى روحـي.. فإنـه من البديهي جداً أن تأسرني هذه التحفـة الفنيـة.
إنه الانبهار المعتــاد بأي إنجــاز لهذا الفنان الرائع.. يسـري الإبـداع في أوصـالـه في كل قطعه فنيه يمتكلها وهذه المنحوته تمثل لذة الموت في اسمى معانيه الروحيه.. وتتضح جليه من خلال معاني تعابيرها وهي ترجع برأسها للوراء من شدة الطعن ..ومستوى فتحة فمها تشير الى آه ألم وراحه لإنتقالها الى الاخره ..لمسة يد الملاك لثياب الراهبه وابتسامتها تدل على ان الراحه هي في الحياة الاخره ..
شدتني ابسط التفاصيل في انثناءات القماش فأنها توحي الى الملمس الحريري الناعم..
اصاب الفنان في استخدام اللون الذهبي على المنحوته من خلال صبه على السهم ..حيث تجعله اول ماتقع عليه العين ومن خلاله يشد الاشخاص الى متابعة قصة هذه المنحوته

بيتا ليدوفيكا ألبرتوني Beata Ludovica Albertoni

بيتا ليدوفيكا ألبرتوني Beata Ludovica Albertoni
1671-1674
صنعت من الرخام
988x 770 بكسل، 125 ك.ب
Rome, San Francesco a Ripa
وهي تعتبر من أواخر ما أنتج برنيني، وهي تمثل حالة خاصة لأن الفترة الأخيرة من أعمال برنيني كانت تنفذ عن طريق مساعدة بعض العمال بعد أن يقوم هو بنحتها. وكان نحت هذه المنحوتة بأمر من الكاردينال ألبرتوني في عام 1671 لتأبين ليدوفيكا ( المتوفاة سنة 1533) وإحياء ذكراها.
وقد وضع هذا النحت الخاص بها فوق مذبح المصلى حيثما دفنت في القرن السادس عشر. يذكر أن هذا المنظر يميل إلى كونه مسرحياً من خلال الأضواء المتسربة إليها من نافذة غير مرئية فوق الجانب الأيسر من رأسها وقد تضاعف تأثير هذا الضوء من خلال السجادة المزركشة والمنقوشة بشكل باهر التي تمر عبر هذه المنحوتة. ويظهر على وجهها آلام المرض والسعادة الأبدية في العالم الأخر بشكل غير مألوف.
الـــمــــراجــــــعــــــ: